عُجم الزبيب، وعَجَم الناس.......للكاتب سليم بركات

3 ردود [اخر رد]
صورة  rojava's
User offline. Last seen 8 سنة 13 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/08/2006

للقراءة الأعجمية في الشعر العربي ضربٌ من الرسوِّ على التقطيع العروضي تصويتاً (ليس بمعنى التصويت للمرشحين بحسب لغة الانتخابات، بل إحداث الصوت من الفم)، وأعني بالقراءة النطقَ، لا النَّظر. هكذا كانت حال الإقامة تواصلاً من العقل الكردي في قدسية اللغة العربية، كأم منجبة لوعْدِ الدِّين خلاصاً. ولربما صارت القراءة، في التجويد المُستحبِّ المُنْسحب من الكتاب الكريم على ما فيه غلبةُ الضبط الإيقاعي، كالشعر، خاصية التقرُّب من اشتراع آباء الدِّين تحبيب المَخْرَجِ منغوماً في الحروف، والمجاهرة بالترخيم في التلاوة، لأن "حساسية" التماثل من عِرْقٍ غلبتْ عليه ديانةُ الآخر، برضىً واعتقادٍ، تمهِّد نازع المضاهاة، في صوغ قبوله، وتثمينه، بقياس التَّماميَّة الأصلية، وسَنَنِها أصولاً وفروعاً، فرضاً كفاية، ونوافل.

المفتي أحمد، إمام المسجد الكبير في القامشلي حتى أواسط ستينات هذا القرن، خلص في ترجمته لأشعار المُلا الجزيري (نسبة إلى الإقليم الحاصل بين متوازيَيْ دجلة والفرات، في الشمال الشرقي من سورية)، إلى العربية، بالنقل العروضي إلى رفاهية التقطيع الصوتي، بحسب قراءات المتداولين للكتاب المطبوع على نفقة المفتي، مجلداً كريمَ الدَّفتين، نقيَّ الأختام، رصين الغلاف، فيه مدخل عليه صورة المترجم المُعمَّم بسطرٍ تحتها:

وضعتُ رسمَ خيالي في الكتاب عسى يكون تذكرةً والجسمُ مقبورُ

في الأرجح، عوداً بالذاكرة الخيالية إلى ستينات القرن، بلا راهن مرجع راهن، أن الكتاب لم يكن ترجمة بالمعنى الحرفي، بل جُمعت أشعار الجزراوي (هكذا لقبُه، نسبةً، في الفصحى الكردية) بلغتها، وثُبِّتْت كل بضعة سطور في صفحة، وجُعِلَتْ حواشيها ترجمةً ـ شرحاً إلى العربية.

أشعار كردية في عروض عربي. ترجمة في عروض عربيٍّ. توافقت الألفاظ على نَسَب التفاعيل لتخرج من أعجميَّتها إلى المعنى الكونيِّ: شاعر متصوف من نواحي الفراتيْن، هواه في مكة، وقلبه في بوطان. علَّتُهُ حرف يستقيم به خيالُ روحه. يكتب بحروف عربية، وعروض عربي، ويضمِّن أشطرَهُ مجزوءات من المصكوكات الدينية العربية الصِّرفة. فيما كان المترجم المفتى، اللاحق بالرفيق الأعلى من أيامه تلك، يقرأ خطَبَه من على المنبر بلكنة أعجمية يُغَالبها المدُّ، والتخفيف، واللِّيْن، كأنما حقٌّ أن دواء الأعاجم تلييْنُ المُنخفِض في اللغة، كمثل عُجْمِ الزبيب تتداوى بدقيقِهِ المرأةُ فيشتدُّ عضلُ فَرْجها إذا تراخى (العُجْم، العَجَم، العجام: النوى في كل ثمرٍ يؤكل)، والزبيب منه، تحديداً، موصوف في علوم الملك المظفر يوسف بن علي بن رسول الغسَّاني التركماني، صاحب اليمن، المتوفى سنة 694 هجرية. ومن تآليفه: "المعتمد في الأدوية المفردة".

رغم تعاستنا مازلنا نملك إبتسامة تخفي آلامنا..جراح قلوبنا..تشّرد أرواحنا..
 http://www.facebook.com/hesen.rojava

User offline. Last seen 16 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/07/2006

كل الشكر لك روج آفا ...
مع انني لم افهم كل شيء ولكن لذة سليم بركات تكمن في انك لو قرأت كتابا له ولم تفهم الا كلمة منه .. تكون تلك الكلمة كتابا بحد ذاتها ..
كل الحب

User offline. Last seen 17 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/09/2006

كل الشكر روج آفا فأنا اعشق سليم بركات

صورة  Armageddon's
User offline. Last seen 4 سنة 20 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 14/06/2006

Quote:

كل الشكر لك روج آفا ...
مع انني لم افهم كل شيء ولكن لذة سليم بركات تكمن في انك لو قرأت كتابا له ولم تفهم الا كلمة منه .. تكون تلك الكلمة كتابا بحد ذاتها ..
كل الحب

صحيح 100 % :wink:

:arrow: :arrow: :arrow:

Power and Influence