نزل الى الحياة .....الى جو العمل الجدي حيث ياكل الكبير الصغير .....والتاجر يبلع الفقير .....وبدات المأساة مع بداية عمل فيه شقاء عضلي وفكري لاينتهي ....ليعود ليلا الى غرفته منهكا محملا بشتى انواع الالم والذل لكي يحصل على نقود تكفيه لمعيشته
مرت الايام والسنون حتى كبر ونضج واصبح يعرف من اين تؤكل الكتف ولكن الثمن كان غالياً جداً إذ ضحى بمراهقته وأيام شبابه لكي يحصل على كرامته ....نفسه عزيزة عليه ....ودمعته أعز..
حمل دمعته في قلبه لسنين عديدة لكي يظهر قويا ويكون رجلا بكل معنى الكلمة ويقف في وجه الصعاب مهما كانت شدتها ...ومهما بلغت خطورتها...
نادى بالحرية اذ لم يقبل الذل على نفسه وعلى الاخرين ...نادى باعلى صوته ...لكي يسمعه الجميع .....لكن الآذان كانت مسدودة غير منصته ....فيعود عليه صدى صوته .....من جدران رسم عليها الفقراء والمحزونين حياتهم
احب صبية كانت بهية بطلتها مفعمة بالحياة .....حرة لاتابه لشيء ...الا لكرامتها ....قوية في وجودها ....حاضرة في القضية ....قضيته التي حملها منذ الطفولة ....مشى معها تحت المطر ..حضنها بردائه ...وادفأها بقلبه وحبه ....
لكن ايامه كانت معدودة ...مثل ايام عصفور ستأتيه المنية ...نهض ذات صباح ليقطف ورود ويكللها بربطة قرمزية يحملها في يده.....لتلك الصبية..
دخل الى بيتها ...يلتمس غبار الموت على جدران صاحت من شدة المها ....دخل غرفتها وليس في عقله ذرة من الرجولة ...صار كطفل يبكي على فراش ضم جسدها برائحتهاالزكية ....زين عنقها بورود كانت فتية منذ لحظات ...
سألته عن حاله ..قال تركتني صبية ...في غربة ابدية ....
اخذت من يده منديلا كان قد رطب من دمعاته السخية
صنعته حجابا لكل رجل فقد صبية