نعي الضمائر

هطلت الأمطار والأرض نامت عطشى

وأتى الربيع وغفلت عن حضوره الأزهار

عممت المراسيم وماتت في السجون الأحلام

مضى عيد الحب وترك الحب في إحتضار

عاد الغائبون لوطن حملوه معهم في سنين الترحال

ولم يكن في إنتظارهم سوى رفاة الأحلام

فتاة جميلة حضرة وعجز الشاعر عن النظم

والألوان جفت في ريشة الرسام

إستعد العازفون وأمسك المايسترو بعصاته

وصمتت الآلات وتبعثرت الألحان

وقفت المساجد تشهد على قسوة الزمان

فلا شيخ صلى ولا سمع في الليل صوت أذان

عجوز شبه عاريه تقف بشموخ إنحنائة ظهرها

تشكو بصمت هجر من كان بيده الدواء

هرب الطبيب من يديها الدافئتين.. هرب الإبن الضال

واستبدل حضنها بسكين يشهرها في وجه الأقدار

أتي الغريب بغطاء دافيء.. يستر عورتها ويعطيها الأمان

ورضيع على قارعة الطريق منسي..تركته أمه للأقدار

سيأتي يوماً ويسأل، أي ذنب إقترفته وأي عار

تعب الفؤادُ وجفت الدموع، وجف قلمي معها وانسكبت الأحبار
جوان محمد