رساله الى جودي

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 4 سنة 50 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/10/2007

[B

رسالة الى جودي ........

في ليلة انطوت على افواهنا نشيداًمن الصمت ...
ازدهرت سحابة شرسة لتخيم منزلنا ....
تكحل الافق ...واندثر أصوات الرحيل يدندن في السماء
اشتعل نيران الخوف يثابر على أطرافنا ....
فكان الحدس أقولى
وكان التناسي يصارع ليتغلب
فلم نكن ندري ...
ولم يشغلنا هذا السواد سوى بنصوعه
أخذنا الامل ...
أخذنا من الروح النقية ما يكفينا ......
لم يكن في أيدينا طقوساًمن الخريف
لم يلامس أحداقنا سوى زهوَ الربيع
كانت ليلة اجتمعت فيها الرفاق
فكانت الحيقة ترقص
وكانت الفناجين المقلوبة توحي بشيء وتخفيه
راقبنا تبدد الليلة .....
فكانت سترتها تزداد كحلاًمن ذي قبل
كانت مرتبكة بحجم صمتي
قلقة بحجم العذاب الذي طوقني....
جلست على حافة النار ولم أبكي
فصرت أمزق الخارطة التي رسموها لنا
وألعن خطوطها
أنها مأساة حقيقية .....
زارنا ملك في منزلنا الصغير
وجد ضالته
ركع لذاك الروح
فاكتمل جماله ومضى دونما سؤال

وللموت ما أصابنا
أصابنا برد قاسي في ذاك الصيف
فاستقر شتاءًمن البهتان على أجسادنا
وعجزت كل المعاطف
كل المواقد
كل النيران من تدفئتنا
أصابتنا عواصف من النار
من الجليد
من البرق والمطر
فانتزع الصيف ثوبه واستسلم للشتاء قبل أوانه
أهتز أزرع هذا الكوكب بصراخ قلوبنا
تملكنا جنون تمنينا ديمومته .. لكنه رحل أيضا
فرأينا الفاجعة ولم نصدق

أبي ......
اتعلم ايها الحكيم
اتعلم بان الملك الذي زارنا
لم ياخذ روحك عنوة
اتعلم بأن السماء انشقق خوفا يوم عانقتها
اتعلم بأن أقدام جودي قد ذابت .....وانكسر شموخها
يوم غابت عيناك عنها ورحلت

أه حتى أخر العمر
ما عدنا صغارا بعد اليوم
كبرنا ..... كبرنا يوم بردت يداك في أيدينا
يوم الذي تمنينا فيه القيامة
كبرنا يوم الذي رفض فيه البنفسج ان يطوق الحديقة

قد كنت الحكيم حقا أبي
كنت تتقن كل لغاتنا
وتفك كل رموز أعيننا
كنت أروع صديق
يا ايها الجميل
يا اجمل من الجمال
هل سيأتي الربيع هذا العام
فمن سيحتفل بقدومه
هل سترفل البراعم وتغني
هل ستقبل الفصول بان تعطينا ذاكرة جديدة
وهل سنرضخ لأي قرار
ونصدق يوما بأن ابي لن يعود

أبنتك المعذبة............)))))))))))