المثاقيل لكردي مجنون باللغة العربية

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 17 سنة 7 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/02/2007

سليم بركات.. المنحدر من أصول كردية، يكتب بلغة عربية على درجة هائلة من الثراء

:من بين الكتاب العرب جميعا يتميز الروائي الشاعر سليم بركات بجملة من المزايا أهمها أنه يكتب الرواية و القصيدة على الدرجة نفسها من الإبداع، لكنه، وهو المنحدر من أصول كردية،يكتب بلغة عربية على درجة هائلة من الثراء، ويستوي ذلك في الشعر وفي الرواية. الاهتمام باللغة.."بطل" العمل الإبداعي لديه ومن يقرأ عناوين كتب سليم بركات شعرا أو رواية أو نثرا فإنه سوف يكتشف على الفور ولع بركات غير المحدود باللغة وباهتمامه بالمفردة واشتقاقاتها حتى لو كان ذلك على حساب التكوين النهائي للجملة، والاهتمام باللغة التي كثيرا ما أصبحت هي "بطل" العمل الإبداعي لديه. ومن العناوين التي اختارها لكتبه الشعرية : "كل داخل سيهتف باسمي وكل خارج أيضا "و"هكذا أبعثر موسيسانا" و"للغبار، لشمدين لأدوار الفريسة وأدوار الممالك" و"الجمهرات (في شؤون الدم المهرج، والأعمدة وهبوب الصلصال) و"الكراكي" و "بالشباك ذاتها بالثعالب التي تقود الريح"ومن رواياته "فقهاء الظلام" و"أرواح هندسية". "الجندب الحديدي" عنوان لسيرته الذاتية وقد اختار لسيرته الذاتية عناوين لا تقل غرابة مثل "الجندب الحديدي" الذي ضمنه سيرة الطفولة و "هاته عاليا، هات النفير على آخره". أخيرا، صدرت لبركات مجموعة شعرية بعنوان "المثاقيل". وقد قلل بعض النقاد من شأنها في الوقت الذي عدها آخرون مجموعة شعرية عالية القيمة شأنها في ذلك شأن كل ما كتبه سليم الشاعر والروائي السوري الكردي الذي يعيش في منفاه السويدي منذ أربعة أعوام.

"المثاقيل" يثير جدلا بين النقاد في صحيفة النهار البيروتية كتبت الناقدة صباح زوين عن "المثاقيل قائلة : "المثاقيل "العنوان،أو "المثاقيل" المفردة هما المفتاح الأبرز إلى عالم بركات اللغوي، بل الإشارة الأصدق والأوضح إلى عشق الكاتب اللغوي، إلى شغفه بالحروف والإماء والمفردات". و"المثاقيل" ليست جديدة أو طارئة في نوعها عنواناً لأحد كتب بركات، إذ رأينا لها شبيهات أو اكثر تمييزاً منها ربما، أو اقل تفرداً في أحيان أخرى، لكنها تصب كلها في النهاية في خانة الحفر داخل الشكل حتى البكم! وإذا كانت كلمة "مثاقيل" موجودة أصلا وطبيعياً في اللغة العربية من غير اجتهاد بركات، فذاك لا ينفي اجتهاده في اختيارها.
ففي وزنها كما في معناها يتعدد الأفق الواحد أو المعهود نحو مناطق جديدة وخطيرة. وللمناسبة، تكثر لدى الكاتب التعابير المماثلة في نفورها الجمالي واستفزازها اللغوي مثل "خواتيم"، "أسانيد"، إلى ما هنالك. من هنا أيضا تأكيدنا على جنون بركات اللغوي حيث اللسان في بحث مستمر عن أبعاده. ..المجازفة بالذات وأضافت ما يفعله سليم بركات هو المجازفة بالذات وباللغة. ولا استند بالطبع إلى تلك المفردات التي وردت آنفاً، وان تكن تمثل أحد معايير رؤيته إلى الأسلوب والتركيب. بل استند إلى "طريقة"الكاتب في إقحام الصور داخل الجملة الواحدة. وواحدة من ابرز القصائد تحمل غلّواً في المعنى والشكل على السواء، وفي دفق لغوي يعجز اللسان عن وصفه: "نساؤك كلهن هنا، باسطات للأقدار تبنَ الخراف، نساؤك كلهن - الحكايات والحروف المختمرة، المشارف البدع في اللون - آيتك المترفة تحت لسان الغناء الحالم". وتنهي الناقدة المقالة بقولها: "وبين الغناء الحالم والأب العماء، يغدق علينا سليم بركات حروفه المتلألئة وهجاً وشعرية ليغسل اللغة المتهالكة في استمرار، حتى أقصى درجات عريها، عري الكمال".